هل مات رجلُ الياسمينِ بـموتِ نزار

الموضوع في 'منتدى المواضيع العامة' بواسطة شهرزاد, بتاريخ ‏14 يوليو 2015.

  1. شهرزاد

    شهرزاد عضو

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يونيو 2015
    المشاركات:
    252
    الإعجابات المتلقاة:
    10
    نقاط الجائزة:
    16
    الجنس:
    أنثى
    رجل الياسمين ...
    ( أتسائلُ دائماً: هل مات رجلُ الياسمينِ بـموتِ نزار؟)
    الأنثى التي تقرأ لنزار وتؤمنُ برومانسيةِ الرَجلِ الشرقي تعاني كثيراً
    فنزار بلا قصدٍ منه أورثَنا الـمُعاناةَ وأورثنا رومانسيةً دافئةً في زمن الصقيع
    والـحياةُ بين سطورِ نزار أكثرَ حـميـمةً مِنْ زوايا حياتِنا
    والأحلامُ في قصائدهِ أشَدُّ دفئاً مِنْ مُحيطِ كونِنا
    لكننا لم نُدرك هذهِ الـحقيقة إلا بَعد أنْ تَشبَّعنا بالحب
    وسَكـنَتنا الرومانسيةُ كوطن
    وبعد أنْ أحبَبنا أطواقَ الياسـَمينِ وحَلمنا بعُقودِ الفُل وتَعلَّقنا بـخواتمِ الفضةِ أكثرَ مِنَ الذهبِ
    وإقـتـنـين االخلاخلَ بأشكال غَـجريةٍ
    وبَعد أنْ تَوهَّـمنا أنـنا حين نُـحب ستُهدى إلينا أطواقُ الياسـمينِ ويُنثرُ الفُلُّ تحت أقدامنا
    وأننا حين نعشق سنرقصُ على أضواءِ الشُموع
    وأننا حين نُـخلِصُ في الحب سنكونُ أسعدْ
    ولكن باقاتَ الورودِ التي كانتْ تَصلُنا كانتْ مُزخرفةً بلا روحْ
    وهدايا الحب التي قُدمتْ لنا كانتْ تحتوي على كل شيءٍ إلا الحبْ
    وشـموعُ السَهرِ كانتْ تـمنحُ النورَ والعطورَ لكنها لاتبثُفينا الأمانَ أبداً
    ورَجلُ الياسَـمينِ كان يَتسللُ مِنْ حكاياتِنا أحياناً ليُـمـارسَ كُلَّ الأشياءِ حتى الخيانة
    ومِنْ بين إناثِ الـمعاناةِ كنتُ أنا
    أنا الأنثى التى صَدَّقتْ قصائدَ نزار وآمنَتْ بوجودِ رَجلِ الياسَـمين
    وإنتظرَتْ منكَ أشياءَ أهـمَ مِنْ سِوارِ لؤلؤٍ تُطَوقُ به يدَها
    فلطالـمـا حَلِمتُ برَجلٍ يـتـمردُ على أعرافِ القبيلةِ فـيُـهديني طوقَ ياسـمينٍ
    ويُطَوقُ عنقي بعِقدٍ مِنَ الفُل إشتراهُ لي مِنْ غـجريةٍ صادفها ذات طريقٍ وأخبرَتهُ أنّ إمراةً مـجهولةً في طريقِها إلى حياتهِ
    رَجلٌ لا يُنفِقُ مالَهُ في شراءِ الأحـجارِ الكريـمةِ فقط كي يُرضي أعرافَهم
    رَجلٌ لا يترددُ أنْ يشتري لي البحرَ لإحساسهِ أنَّ البحرَ الهديةُ الـمناسبةُ لأنثى تعشقُ رائـحةَ البَحر
    رَجلٌ يـبـنـي لي الكوخَ على الشجرةِ العتيقةِ ويُرافِقُني إلى البَحرِ كُلَّ صَباحٍ كـي يُعلمَني الصيدَ بالصنارة
    رَجلٌ يسافرُ معي إلى الزمنِ الـجميلِ ويسترجعُ معي تفاصيلَ طفولتي ويضحكُ عند رؤيةِ صوري القديـمة

    رَجلٌ لا يترددُ أنَّ يُغني لي أغنياتي التي أحبُها حين يفترسُني القلقُ كـي أغفو وأنام
    رَجلٌ لا يَـعنيهِ ماذا سيقولُ عُقلاءُ الـمدينةِ إذا كتبَ إسـمي عـلى جدرانِ الـمنازلِ بالفحم
    رَجلٌ لا يـمنعُهُ نُضجُهُ أنْ يقاسِـمَني لُعبةَ الـجري في الطرقاتِ القديـمةِ
    رَجلٌ لا يـتلفتُ حولَهُ حرصاً قبل أنْ يَعرضَ عليَّ مُصاحبتِهِ على دراجتهِ النارية
    لايـهتمُ برَدةِ أفعالِ أقرانهِ إذا ما عـلموا بأمرِ الوردةِ التي يقطفُها لـي كُلَّ صَباحٍ ويقذفُها بإتـجاهِ شُرفتي


    رَجلٌ لا تذوبُ كلـمـاتُهُ بـمُجردِ مُغادرتهِ للطاولة
    رَجلٌ لا تـبـردُ هـمساتُهُ بـمجردِ إنـتهاءِ سَهرةِ حُبٍ دافئة
    رَجلٌ يـخبرُني أني أجملُ هدايا الـحياة له
    وأنهُ حين سَـجدَ للهِ ذاتَ حاجةٍ كنتُ أنا حاجتَهُ الـمُرسلـةُ إلى السـمـاء
    رَجلٌ لا يكبرُ عـلى الـحبِ أبداً
    ولا يُلصقُ على مشاعرهٍ تاريـخَ صلاحية
    ولا يؤمنُ أنَّ الـحُبَ في مرحلـةٍ مِنْ مراحلِ الـحُبِ يـموت.
     

مشاركة هذه الصفحة