فهد الغبيوي- سبق- الرياض: في خطوة هي الأولى من نوعها في السعودية، بنى بائع مياه شرب في الرياض تجارته على الأمانة، وجعل الزبون نفسه هو البائع ورقيب نفسه، بعد أن أوقف صهريجه المحمل بالمياه الحلوة، وكتب عليه تسعيرة التعبئة مطالباً زبونه بعد حصوله على الماء بالسداد في صندوق حديدي صغير، وضعه بجوار شاحنته، وحدد سعر ريالين قيمةً للعبوة الواحدة. هذه الخطوة رصدتها عدسة "سبق" في حي المعيزيلة بالرياض (خلف كلية الملك فهد الأمنية)، في مكان يكتظ ليلاً بالمتنزهين. وقال لـ"سبق" أحد الزبائن إن صاحب الصهريج اعتمد - بلا شك - على الثقة والأمانة في هذه الطريقة، التي تعتبر الأولى من نوعها في السعودية. مشيداً بها من حيث إنها تحيي مبدأ الثقة والأمانة بين الناس، اللذين يحثنا عليهما ديننا الحنيف، وتعتبر ركيزة أساسية في صفات وأخلاق المسلمين. صاحب الفكرة لم يجعل كل شيء بحساب، بل وضع أكواباً، وأوضح للزوار أن الشرب مجاني، والحساب فقط على التعبئة. يُذكر أن مثل هذه الأفكار ظهرت في دول غربية وعربية لبضائع وسلع مختلفة في الشوارع أو الأسواق الكبيرة، من دون وجود بائع، وتلقى إشادة وتشجيعاً من المارة. وقد تناول هذه الأفكار أيضاً الإعلامي أحمد الشقيري في إحدى حلقات برنامجه الذي يبث في رمضان، وتمنى حينها أن يراها تُطبَّق من التجار في السعودية.
